من أجل سعادتك -تعلم مهارة التقبل – تمرين عملي

عنوان التمرين / كيف تمارس مهارة التقبل.. من أجل سعادتك
فكرة التمرين/ لنتعلم معا مهارة عظيمة هي : فن التقبل للآخرين، من خلال الوعي بأهميتها والقناعة بفوائدها في تحقيق السلام والأمن الداخلي والممارسة لها تدريجيا في ارض الواقع.
شرح الفكرة:
تقبل الناس المحيطين بنا واحدة من أهم أسرار الرضا بالقدر، ومن أهم أسباب السعادة، والسبب أن الله تعالى خلق كل الناس بقدر معلوم، وأعطى لكل أحد خواص يختص بها، ولا يشترط البتة تشابه أثنين أو أكثر في جميع الخواص.
والواجب علينا تجاه من نتعايش معهم في حياتنا أن نربي ونعلم ونجتهد، فهذا دورنا الأصلي، دورنا يتركز في العمل ، والنتائج تحصل بالمثابرة والإخلاص ثم بتوفيق ربنا.
ثم يأتي بعد ذلك دورهم تجاه جهودنا، فمنهم من يستجيب لأنه فهم واستوعب الدروس، ومنهم من لا يستجيب لأي مانع كان، ربما يكون صعوبة في الفهم ، أو ضعف في التركيز ، وربما يكون أشياء أخرى مثل الطبائع العنيدة وعدم الاهتمام وغيرها، وهذه أمور خارجة عن ارادتنا (نحن) وهم المسئولون عنها ولسنا نحن، فلا يوجد مبرر لأن نعذب أنفسنا.
وهنا يأتي دور آخر ( لنا ) بعد الجهد والتعب، وهو التقبُّل والصبر والاحتساب، وإطفاء محركات الغضب، وإيقاف معزوفات التسخط والتشكي، باعتبار ذلك قدر من أقدار الله ليبتلي به صبرنا ويكتب بذلك أجرنا.. فمعلوم أن كل شيء بقدر. ولا يمنع ذلك من استمرار جهود التوجيه والربية والإصلاح.
التقبل لا يعني استمرار المعاناة الى آخر العمر، كلا، فليس هذا المقصود ، بل المقصود الصبر والتحمل من أجل أن تمشي الحياة أولا ، ثم الصبر وانتظار عواقبه الجميلة في الدنيا قبل الاخرة ، فاذا استحالت الحياة، وحصلت أضرار ومشكلات كبيرة، هنا ننظر في قرارات أخرى بحيث تحقق المصالح ، وتقلل أو تنهي المفاسد ، وليس العكس.
مثال/
امرأة تعبت مع زوجها، ولم تستطع مع الزمن تغيير شيء كثير فيه، ولديهما أولاد يحتاجون رعاية وعناية، والرجل سلبي غير مبال ولا مكترث ، فما الحل برأيكم؟
(الإجابات عليكم )
- هل مطالبة الزوجة بالانفصال مباشرة؟
- وما هي المصالح التي ستتحقق لها وللأسرة؟
- ثم ما هي المفاسد التي ستنتج عن ذلك الانفصال؟
- وهل الصبر يحل المشكلة أم يعقدها؟
- هل الصبر نوع من الذل، أم أن الصبر والتضحية من أجل المصالح (الأسرية) العليا رفعة وعزة عند الله، وعواقبه جميلة في الدنيا قبل الآخرة؟
- وما هي الفوائد الناتجة عن الصبر الجميل؟
الإجابة عن هذه التساؤلات يجعلنا بدون تفكير نختار الصبر الجميل.
ولتنذكر أن للصبر (في هذه الحالة) فوائد عديدة أبسطها المحافظة على كيان الأسرة وأمان الأطفال، ومع ذلك الحصول على الرضا الجميل من الله الذي وعد الصابرين بأحسن الثواب بقوله : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
والمقصود بالآية هو الصبر (الجميل) والذي يمكن تعريفه بانه :
القبول بالقدر عند العجز عن التصرف ، وتفويض الله تعالى في تدبير الأمر نيابة عنا ، واحتساب أجر الصابرين والتعويل عليه ، يلي كل ذلك قناعة تامة بكل هدوء وصبر وإصرار وامل بالله تعالى على الاستمرار في الحياة (على أحسن ما نقدر ) ، مع دوام ذكر الله والاستعانة به.
أن هذا تماما هو مفهوم التقبل .
فكرة لطيفة أخرى/
حتى أنفسنا (شكلنا ، تاريخنا ، جغرافيتنا ، أهلنا، جيراننا و و و ) كل ذلك لابد أن يخضع لفن التقبل ، حتى تمشي الحياة.
مثال /
رجل غير مقتنع بشكله، ولا بلده، ولا طوله أو تاريخ أسرته، ماذا عساه أن يفعل؟ ، هل يناطح القدر؟ ، أم يرضى بالقضاء فيصبر يحتسب؟ ويصب في أعماقه أطنان من الرضا والقبول والتسليم للقدر، ثم يعيش بشعور أنه مَلاك في صورة إنسان. وهكذا يوفر تعب الاعصاب ووجع الدماغ، لأن هذا هو التقبل والصبر الجميل.
كيف نمارس مهارة التقبل/
- نتقبل الجميع ( زوج، زوجة، ولد، جار، زميل، صديق) بعد التعب وبذل كل الجد في تغييرهم للأحسن
- نستوعب أن لله قدر لا يقدر أحد أن يتجاوزه، وان أساليبنا وتوجيهاتنا لها حدود في التأثير ، والتغيير كله بإذن الله تعالى.
- نتقبلهم صبرا واحتسابا ورضا بالقدر، مع استمرار عملية التربية والإصلاح.
- التقبل يعني توكيل الله وتفويضه وارجاع الأمور اليه والاستمرار في الحياة بسكينة وطمأنينة وأمان
تطبيقات التمرين
1/
من أجل سعادتك وراحة نفسك ، تعلم كيف تمارس مهارة التقبل، فهي تعني بذل الجهد في إصلاح الأحوال، ثم الرضا والتسليم لمقادير الله في النتائج ، ثم الصبر الجميل ، وكل ذلك لتستمر الحياة بسعادة ودون توقف.
2/
اذا بذلت كل جهدك (وأرضيت ضميرك) مع من تعيش معهم، ولاحظت توقف عجلة التغييرات الإيجابية، فلا تحزن، فتلك مشيئة الله وحكمته، (تقبلهم كما هم ) وتمرن على الرضا والتسليم التام، وانتظر بعدها إما فرجا قريبا ، أو ثوابا عظيما.
3/
(مهارة التقبل) تعني التمرين على استشعار الرضا القلبي والسلام الداخلي، والتمرين على ترك الأمر للخالق بعد بذل الجهد الجهيد ، ثم التعايش السلمي، والتلذذ بممارسة عبادة الصبر الجميل، وهو الذي لا سخط ولا تشكي فيه (كمنهج حياة.
4/
(تقبلهم ) من أجل سعادتك ، هدئ اعصابك وريح بالك، وطمن قلبك ، فلا يحصل شيء إلا ما كتبه الله.
5/
(بخصوص مهارة التقبل) ، يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : (ومن يَصبِرْ يُصبِّرْه اللهُ، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ) حديث صحيح. فرسولك أرجع الأمر اليك وربك معك بحسب عقيدتك وحسن نيتك.
ملأ الله قلوبكم وبيوتكم سعادة
التمرين (4) في برنامج ثمن السعادة