أفكار ووقفات لبناء خطتك الشخصية للعام الجديد 1442 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بما أنه قد أظلنا عام جديد 1442  فنحتاج الى خطة مبسطة جدا وفعالة وبعيدة عن تعقيدات الخطط ومبالغات المخططين ، لذلك سأقدم لنفسي  ولكم هذه الأفكار و الوقفات لعلنا ننتفع بها جميعا.

الانسان الجاد يتخذ من كل مناسبة فرصة ليقف وقفة متأمل في ماضيه فيأخذ منه العبرة لتحسين أدائه في المستقبل. وبهذا الخصوص، سأقف معكم وقفتان: الاولى: هي الوقوف على  حصاد العام الماضي، والثانية كيف نبني استنادا الى حصاد الماضي خطة شخصية للعام المقبل.

الوقفة الأولى: حصادك للعام الماضي/

  • قف مع نفسك وقفة محاسبة الشريك الشحيح لشريكه الذي يقسو عليه، ومع ذلك يرجو له الربح والنجاح، ولكن (تجنب المجاملة أو التضخيم).
  • يستحسن أن تقوم بكتابة أفكارك – وأقولها عن تجربة –  لأن الأفكار الرائعة المتعلقة بالأمور المهمة يجب أن تدون حتى لا تكون عرضة للنسيان أو التغيير.
  • استعرض بشكل مركز أربعة من أهم عوامل التحليل والتخطيط وهي:
  1. أهم نقاط قوتك وهي العوامل (الداخلية فيك)، والتي تميزت بها  واستعنت بها على تحقيق أهدافك. ( علم -مهارة – مال- علاقات …)
  2. أهم نقاط ضعفك وما  كان يعيقك (من داخلك)  في بلوغ غاياتك. ( ضعف لغة- تشتت- تسرع – غضب …)
  3. هل وجدت فرص أمامك في (محيطك الخارجي) كنت تعول عليها في تحقيق غاياتك؟ ( جامعات – مراكز – دورات عن بعد – فرص استثمارية …)
  4. هل وجدت تهديدات أو مخاطر في (محيطك الخارجي )  كانت تقف حائلا امام طموحاتك؟ ( خوف – بيئة غير مستقرة- خدمات مفقودة – ضعف مصادر الدخل …)
  • لخص أبرز الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الماضية حتى نهاية العام الماضي (حددها بنقاط وأرقام قدر المستطاع)
  • حدد من هم شركاء النجاح الذين ساعدوك في بلوغ ما بلغته من نجاحات (أفراد، مؤسسات، قريبين، بعيدين …)
  • حدد من هم المستهدفين من جهودك ، والذين تعمل من أجلهم وترى ان مستقبلك مرتبط بمستقبلهم (الأهل – الأولاد – الوالدين .- التلاميذ… وغيرهم)

ملاحظات /

  • إن دراستك لهذه العوامل بتمهل وعمق وصراحة ستضعك بالصورة شبه الكاملة قبل الانطلاق الى بناء نفسك بشكل أفضل في العام الجديد، كما ستكتشف لك الكثير عن ذاتك ومحيطك.
  • نصيحتي لك لا تستعجل، أعد النظر والتحليل حتى استمر لأكثر من يوم، فليس هناك أهم من نفسك ومستقبلك، وليس هناك جهل أشد من جهلك بذاتك وبنفسك التي بين جنبك.

الوقفة الثانية: خطة العام المقبل/

الفكرة الرئيسة لخطة العام المقبل يجب أن تبنى على نتائج حصادك للعام الماضي، ومخالفة هذا المبدأ يعني قصور كبير في مبدأ التخطيط. وبناء على هذا الأساس اليك المقترحات التالية:

أولا :

طالما أنك تمتلك نقاط قوة، وحققت بموجبها انجازات رائعة تفخر بها، فمن العقل والحكمة الاستمرار بنفس المستوى (على الأقل) وعدم التراجع الى الوراء، فالأكمل والأفضل في تحسين وتطوير إنجازاتك الماضية إنما يتم بالاعتماد على نقاط قوتك الحقيقية.  

والآن عليك أن تجيب عن السؤال الأول:

ماهي الأهداف التي أريد تحقيقها خلال العام الجديد في مجال نقاط قوتي وتحسين وتطوير انجازاتي.

مثال: الاستمرار في نشاط مربح – الاستمرار في مراسلة صحيفتي المحببة – الاستمرار في التدريب والتطوير – الاستمرار في رياضة التنس …)

لاحظ: أن الأهداف هنا هي استمرارك في النشاط مستقبلا معتمدا على إنجازات رائعة سابقة، لكن الجديد فيها هو التطوير والتحسين والتقوية لها.

ثانيا:

ومن المؤكد أن هناك نقاط ضعف في مهاراتك وامكانياتك، كنت دائما تلاحظ أنها لا تسعفك في بلوغ طموحاتك، بل تتعثر بها كل ما هممت الانطلاق، وكثيرا ما تعاتب نفسك عليها، وكنت تتمنى لو أنك لو استطعت إزالتها من حياتك فيكون وضعك أفضل وأجمل واقوى.

في هذه الحالة أنت في حاجة الى ( استراتيجية علاجية) لنقاط ضعفك حتى تزيلها  أو تخففها  من حياتك على الأقل، بل أكثر من ذلك أنك ستحاول (بعزيمتك) أن تحولها مستقبلا الى نقاط قوة، (مثال: ضعف استخدام الحاسوب .. كيف تأخذ دورة تنهي معاناتك الى الأبد، وتتحول الى نقطة قوة).

والآن عليك أن تجيب عن السؤال الثاني:

ماهي الأهداف التي تمكنني من تجاوز نقاط الضعف التي أعاني منها، حتى أركز عليها في العام المقبل؟

(لاحظ أن نقاط ضعفك تتعلق بأشياء داخلك، مثل المهارات – الامكانيات – العلاقات – التواصل – اللغات- سوء التعامل…)

ثالثا:

وبنفس الطريقة، أنت تعيش في هذا العالم، سواء في مقر اقامتك أو العالم الافتراضي الذي يمكنك التواصل معه، وفي هذا العالم بالتأكيد هناك العديد من الفرص التي تتناسب مع ظروفك وامكانياتك، قد اكتشفت بعضها في الماضي وتعاملت معه ، إذا استطعت أن تكتشف المزيد من الفرص الجديدة التي تقدر على التعامل معها، فأنت استطعت ان تفهم محيطك وكيف تكيفه لصالحك.

والآن عليك الإجابة عن السؤال الثالث:

ماهي الأهداف التي يمكن استنتاجها من خلال تحليل الفرص في الواقع المحيط بي، والتي سأركز عليها في العام المقبل؟

مثال على الفرص: الاستفادة من : وجود مراكز تدريب وتطوير- وجود جهات توفر المنح الدراسية – وجود فرص عمل تتناسب مع وضعك ….. لاحظ انها عوامل قوة ولكن في البيئة المحيطة بك وليس بيدك قرارها.

رابعا :

بالتأكيد أنت وغيرك من أفراد مجتمعك وفي محيطك تواجهون مخاطر وتهديدات تتفاوت في خطورتها عليك وعلى حياتك وعلى أسرتك ، فاذا استطعت أن تحدد تلك المخاطر والتهديدات بشكل موضوعي ودقيق استنادا الى ماكتبت سابقا،و دون مبالغة أو تهوين، حينها تستطيع أن ترسم لنفسك ملامح واضحة لقرار التحرك باتجاه مستقبلك، ورسم الحدود التي يصعب عليك تجاوزها كونها تمثل خطورة عليك.

والآن عليك الإجابة عن السؤال الرابع:

ماهي الأهداف التي يمكن استنتاجها من تحليل المخاطر التي تحيط بي، والتي سأركز عليها في العام المقبل؟

عليك أن تلاحظ الفرق بين نقاط الضعف والتهديد.. الضعف داخلك أنت – التهديد خارج عنك وعن قدراتك، ويقع عليك وعلى غيرك، وربما لا تستطيع السيطرة عليه بل تتكيف معه أو تهرب منه).

أمثلة على أهداف المخاطر : إزالة القلق والمخاوف من أجل حياة مستقرة .. تامين مصدر دخل ثابت استعين به في تسيير اموري.

الآن //

إذا وصلت الى هذا القدر، وإذا كتبت تحليلك السابق (كتابة) وكتبت أهدافك (كتابة)، أضمن لك بعد توفيق الله أنك حققت نصف الخطة، بمعنى ان الصورة حول ماضيك ومستقبلك صارت امامك واضحة للغاية، فقط أنت في حاجة الى إجراءات ترتيب، وتحتاج الى قرار أكيد بالانطلاق باتجاه الأهداف.

وإليك بعض الترتيبات التي تساعدك على الاستمرار في خطتك الرشيدة (ان شاء الله):

  • احتفظ بالتحليل من أجل استعراضه في العام المقبل ومقارنة نفسك بعد عام من الجد والاجتهاد والحياة وفق أهداف وخطة مرتبة وبدون عشوائية.
  • اعمل قائمة واحدة لكل أهدافك في المجالات الاربعة السابقة (القوة – الضعف –الفرص –التهديدات)، بأن تضع لكل سؤال هدف أو هدفين أو ثلاثة ولا تزيد الا للضرورة.
  • أعد النظر في القائمة وتأملها، راجعها أعد صياغتها، واختصر الأهداف، بغرض عمق فهمها وسهولة حفظها وتذكرها.
  • اقنع نفسك بأن هذه الأهداف هي التي سوف تغير مستقبلك نحو الأفضل بفضل الله تعالى وحسن الاستعانة به ثم بذل الوسع في تحقيقها.

استمر/

  • عند تأملك في أهدافك الجميلة، يجب ألا تكون عائمة، وحتى تخرج من هذا الوصف:
  • تأكد من أنها تحتوي على ثلاثة عوامل أساسية : 1- واضحة جدا ومفهومةلديك ،  2- تعرف كيف تحققها في الواقع ، 3- تستطيع  ان تقيس مقدار الانجاز فيها بالارقام بين (قوي – متوسط – ضعيف).
  •  واعلم أن الهدف الذي لا تتضح فيه هذه الثلاثة العوامل، عليك أن تقوم بتعديله، فإن لم تستطع، فلا تضيع وقتك في أهداف عائمة.
  • السر في إزالة الغموض عن اهدافك أن علقلك الباطن لم يفهم تماما أهدافك بدقة ووضح ، وبالتالي لن يستطبع التحرك في اتجاه غامض عنه.
  • الآن اعد كتابة قائمة منقحة بأهدافك الرائعة الجميلة، واكتبها كتابة من يصنع مستقبله بيده ويخطط مستقبله بقلمه.

استمر/

  • ستلاحظ في القائمة السابقة أن الأهداف التي كتبت ليست كلها بدرجة واحدة من الأهمية والاستعجال، فبعضها مهم ولا يمكن التخلي عنه لان التخلي عنه سيؤدي الى الضرر، مثل المصاريف والعبادات، والبعض الاخر ربما يكون أقل أهمية، وبعضها يجب الاستعجال به فورا وتأخيره فيه ضرر، مثل: معالجة المرض ودفع مستحقات ، والبعض مهم لكن لا ضرر من تأجيله ، لكن مشكلته أنك قد تهمله وتنساه مع الوقت، مالم تقوم بجدولة زمن الإلبدء فيه مثل الصحة العامة والتعليم وتربية الأبناء.

وصلنا/

الآن أعد مجددا كتابة قائمة اهدافك الجميلة الرائعة ولكن رتبها حسب الأولوية( الأهمية والاستعجال) ، واليك هذه الخطوة البسيطة جدا:

  • ( اعط لكل هدف درجة من 100 بحسب أولويته بالنسبة لك،حاول أن تعطي درجات متفاوتة بين الأهداف بحيث لا يتساوى أكثر من هدف في درجة التقييم، ( احذر ان تجامل نفسك وقيمها تقييما صحيحا).

تهانينا/

أخيرا أصبح لديك قائمة أهداف من أجمل ما يكون، فهنيئا لك من كل قلبي فقد رسمت أهم خطوات طريقك نحو مستقبلك.

جدول التنفيذ:

انصحك أن تعمل لها جدولا زمنيا بحسب ظروفك، وبحسب إمكانياتك وبكل بساطة.

  • ضع في الجدول أمام كل هدف أربعة أشياء أساسية : متى تبدأ تنفيذ الهدف بالتاريخ والشهر – ومتى تتوقع أن يتم إنجازه – أبسط وأبرز خطوات للتنفيذ – التكاليف المتوقعة (اذا لزم).
  • عليك أن تراعي المرونة والأريحية في جدولة أهدافك.
  • كن جادا قدر الإمكان واحذر ان تهمل قائمة مستقبلك حتى لا تضيع الآمال وتضطر للبدء من جديد في كل عام.

نصائح ختامية//

  • أنصحك ان تركز على أهم الأهداف، خاصة المهمة جدا، وألا تكثر منها حتى لا تتشعب فتمل ويضيع جهدك.
  • أنصحك بأن تطالع أهدافك وطرق الوصول اليها دائما.. دائما، لو قدرت أسبوعيا فنعم وإن لم فشهريا، أو على الأقل فصليا، أما أبعد من هذا فذاك جفاء مع مستقبلك.
  • من اليوم قم بشراء مفكرة جميلة (أو ملف في كمبيوترك الشخصي) واكتب العنوان: “مستقبلي بين الماضي والحاضر” (أو أي عبارة تليق بمستقبلك الجميل) وسجل فيها كل ما كتبت أعلاه بأجمل خط، ومع الألوان
  • أفرد ورقة كاملة لجدول أهدافك وزينها بأجمل خط.
  • اجعل هذه المفكرة قريبة منك حتى تطالعها دائما.

إضافات/

حقيقة هائلة ستساعدك جدا //

وجد أن من بديهيات البرمجة اللغوية العصبية وعلم النفس وقوانين العقل الباطن، الحقيقة الهائلة التالية:

إذا اقتنعت تمام الاقتناع بأهدافك، واقتنعت بأنها مهمة وضرورية لتحقيق أمالك وطموحاتك، وبنفس الوقت كانت واضحة جدا وبدون أي غموض، ثم اتخذت قرارك الذي لا رجعة فيه في تحقيقها، ثم كتبتها ووضعتها أمام عينيك بوضوح وتأملتها بين الحين والحين، حينها، وبعد كل هذا الوضوح ، فإنه وبعد توفيق الله وعونه سيتولى واحد آخر نيابة عنك إرشادك وتحفيزك ومساعدتك للوصول اليها.

هل عرفت من هو:

إنه عقلك الباطن، هذا الكائن العملاق الرابض بكل صمت في أعماقك، والذي يمتلك قوة سحرية هائلة في تحويل القناعات والقرارات الواضحة عنده الى خطوات عملية بعون الله وتوفيقه.

وبعد //

استعن بالله ولا تعجز، واعلم أنك تسير مثل غيرك ضمن قدر الله ومشيئته وأنه تعالى “بالغ أمره ” الذي خطه في القدر، وما عليك كمسلم الا اتخاذ أفضل الأسباب وأنسب الوسائل، ثم خاطب ربك وادعه أن ييسر دربك ويسهل أمرك ويرشدك في سيرك تجاه مستقبلك.

اتمنى لك التوفيق والنجاح، وأتمنى أن أحصل على تغذية راجعة، للمساعدة والمتابعة

_____________________________________

مراجع اضافية /  كتب متوفرة في الإنترنت بصيغة  pdf

  • حتى لا تكون كلا – عوض بن محمد القرني
  • كيف تكون عمليا أكثر – سامي تيسير

6تعليقات

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s