نتائج الانفصام النكد بين الرؤية المطلوبة والبوصلة المفقودة

مختصر/

أن الرؤية الصحيحة تحتاج الى بوصلة موجهة بطريقة سليمة حتى تعيد ضبط النوايا وتوجه الجهود والموارد باتجاه تلك الرؤية الصحيحة، وما لم يحصل هذا سوف يحل ولابد الانفصام النكد بين الرؤية والبوصلة، فيضيع كل شيء وسوف تبذل المزيد من  الجهود والكثير من الموارد ولكن في خطوط سير جانبية ليس لها علاقة أصلا بالرؤية الحقيقية المطلوبة.

طالع الموضوع كاملا/

تأملت في مقولة للدكتور غازي القصيبي وأعجبتني كثيرا، حيث يقول فيها: “ستدرِك في وقتٍ متأخّـر من الحياة أنَّ معظم المعارك التي خضتها لم تكُن سوى أحداث هامشيّة أشغلتك عن حياتك الحقيقية” ( غازي القصيبي – المصدر @cQuotes) . ومفهوم هذه الكلمات انك ربما افنيت عمرك منشغلا بمعارك جانبية ليس لها علاقة برؤيتك المطلوبة، وستكتشف ذلك في وقت متأخر وربما يكون بعد فوات الأوان.


هذه الكلمات الموجزة المعبرة أثارت في نفسي حيرة دفينة كنت قد بحثتها كثيرا من خلال تخصصي في الدراسات العليا في الإدارة الاستراتيجية ومارستها في الواقع عند محاولات تفسير المور بالبحث في العلاقة بين المقدمات والأسباب و ونتائجها.

وبعد البحث والتأمل توصلت الى حقيقة عجيبة تعد من بديهيات علم الإدارة الاستراتيجية ، ومفادها: ” أن الرؤية الصحيحة تحتاج الى بوصلة موجهة بطريقة سليمة ، حتى تعيد ضبط النوايا  وتوجه الجهود والموارد باتجاه تلك الرؤية” ، وما لم يحصل هذا سوف يحل ولابد الانفصام النكد بين الرؤية المطلوبة والبوصلة المفقودة، فيضيع كل شيء وسوف تبذل المزيد من  الجهود والكثير من الموارد ولكن في معارك جانبية ليس لها علاقة أصلا بالرؤية الحقيقية.

وهذا  يبرر التخبط الهائل الذي نعيشه اليوم في كثير من المجتمعات الذي هو  ناشئ عن هذا الانفصام ، حيث أن عدم وضوح الرؤية الذي ابتليت هذه المجتمعات يؤدي الى التخبط في القرارات والعشوائية في الممارسات وربما تغيرت الاتجاهات الى نواحي غير مرغوبة وأوصلت الجميع الى نتائج غير مطلوبة ولا محبوبة. فهذا التخبط والعشوائية باختصار هو نتيجة لما قررنا من عدم وضوح الرؤية وعدم إعادة ضبط البوصلة باتجاهها.
والعجيب أن كل ما سبق ليس بالضرورة أن يكون ناشئ عن سوء في النوايا أو تقصير في الجهود أو شحة في الموارد، فهذه الامور الثلاثة لن توظف توظيفا سليما حتى يعاد ضبط البوصلة باتجاه الرؤية بعد مراجعتها بدقة، وإلا كانت وبالا على الجميع.

وهذا بالضرورة يؤدي الى الانشغال بمعارك هامشية لا علاقة لها بالأهداف التي تحقق السعادة الحقيقية للأفراد والمجتمعات، فيحل الهدر في كل شيء والنتيجة الحصول على بعض الشيء وربما لا شيء.

مثال/

ممارساتنا اليومية غير المعتمدة على الرؤية السليمة والبوصلة الموجهة بشكل سليم باتجاهها ، كمثل سفينة ابحرت سفينة الميناء (أ) الى الميناء ( مجهول) لكنها أبحرت (والسلام ) بعد اتخاذ كافة الاستعدادات (تذكروا الجوانب الثلاثة المشار إليها اعلاه ، نية سليمة، جهود كبيرة، موارد هائلة)، لكن النتيجة الابحار في خط مجهول للوصول الى مكان مجهول وربما الضياع وعدم الوصول.

والنتيجة نكتشف بعد فوات الأوان أننا نمارس الضياع على أصوله  بالانشغال بخطوط سير غير موصلة للهدف المطلوب. والرؤية المرسومة ، والعملية بكل بساطة  كانت باختصار تحتاج الى إعادة توجيه البوصلة وضبط الأشرعة للإبحار باتجاه تلك الرؤية .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s