حتى نكسب جميعا

*د. محمد ناجي عطية*

*مدرب ومستشار في بناء القدرات المؤسسية وتنمية المهارات المجتمعية*

من ألطف ما قررته مدارس الفكر الإداري الحديثة من حالات التفاعل البشري ما قرره ستيفن كوفي في كتابه الشهير العادات السبع لأكثر الناس فعالية مبادئ الكسب والخسارة بين طرفين من أطراف المعاملة من أي شكل كانت؛ سواء تجارية او اسرية واجتماعية بين الأصدقاء والجيران والأقارب.

وحددت أربعة مبادئ هي: أكسب أنا وتكسب أنت، أو أكسب أنا وتخسر أنت، أو أخسر أنا وتكسب أنت، أو أخسر أنا وتخسر أنت، فالحالة الأولى تكافل والثانية أنانية والثالثة تضحية والرابعة انتحار.

ولا يخفى على المتأمل الحصيف أن أفضل المرتب هو الأول والذي يضمن التكافل ويجمع الكسب لجميع الأطراف المتعاملة وبنفس الوقت ينجيهم من الخسارة المؤكدة المتعمدة، بينما المبدأ الأخير هو الأسوأ وهو بمثابة الانتحار، حيث يتعمد كل من الطرفين الخسارة لبعضهما البعض وحرمان بعضهما من تحقيق أي فائدة. أما المبدأ الثاني يمثل الأنانية في التعامل حيث يريد طرف واحد أن يحقق رغباته ومكاسبه على حساب الآخرين، والمبدأ الثالث يمثل روح التضحية والفداء الذي يتميز به الآباء والأمهات حيث يقدمون مصالح واحتياجات الأبناء على أنفسهم.

والتفكير الإيجابي  المنشود لدى الجميع ينطلق من مبدا الكسب المشترك بين أطراف المعاملة والذي من صوره: العمل بمبدأ الشراكة والتحالف لتحقيق مصالح الطرفين بكل أمانة وصدق موثوقية، ومن صوره الإدارية اعتبار الموظف شريك في العمل وليس مجرد أجير، ومن الصور الاجتماعية أن تضع وزنا واعتبارا لكل من حولك وأن تتجنب إهمالهم تهميشهم وإلغاءهم من تفكيرك واحترامك، ومنها التنازل عن بعض المواقف -وليس المبادئ – لتحقيق مصلحة مشتركة تحقق رضا وتوافق الطرفين.

وخلاصة هذا المبدأ يمثل التوجيه النبوي: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” .  (حديث صحيح).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s