كل ما نحتاجه هو جرعة يقين !!

بسم الله الرحمن الرحيم

من أجل #جودة_الحياة  أعتقد جازما أن العلم وحده  لا يكفي لتغيير سلوكنا وتصرفاتنا في الاتجاه الذي يحقق سعادتنا ويرضي ربنا ويقضي على صراع المبادئ في أعماقنا ، الناشئ عن التناقض بين ما نعتقد وبين ما نطبق ونمارس في واقع الحياة.

الأمر الذي يقضي على هذا الصراع الأليم هو امتلاك كلمة السر وهي: اليقين.

فلا أحد يستطيع أن ينكر اجتهادك في توحيد الله وحبه والاستعانة به والتوكل عليه.

ولا ينكر علمك أن الرزاق هو الله وحده

ولا ينكر علمك بان رزقك مكتوب وأجلك محسوب ولن ينقص او يزيد شيء دون إذن من الله.

لاأحد ينكر ايضا انك تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.

وكل ذلك لأنك أصلا  تؤمن بالاقدار خيرها وشرها من الله ، وأنك تحتسب أن الله يكتب لك ثواب ايمانك يوم الحساب

لا أحد يستطيع ان ينكر  كل ذلك..

لكن الذي نريد أن نلفت انتباهك اليه هو مسألة أخرى غير العلم وغير الإيمان، وهي السر العظيم الذي يحدث التغيير الحقيقي والأثر الإيجابي الكبير في حياتك، وفي حياة كل الناس، وإذا انعدم لم ينفع العلم والايمان صاحبه.

ذلك السر الخطير هو موضوع اليقين!!

اليقين يعنى مدى توفر القناعة الصادقة في كل ما جاء من عند الله، ومستوى الرغبة القوية في تحويل الأوامر والنواهي الى عمل وتطبيق واقعي، وليس شعارات أو مظاهرنتفاخر بها أمام  الناس.

دعني أسألك /

ما مدى يقينك بعقيدة:  أنه لا معطي ولا مانع إلا الله ….  أنا هنا لا أتحدث عن علمك وإيمانك، فقد اتفقنا على وجودها لديك ،  بل أتحدث عن مدى القناعة بهذه العقيدة، ثم الانطلاق منها في كافة افكارك وأقوالك وأفعالك في واقع الحياة.

ونفس السؤال /

ما مدى تصديقك بقوله تعالى  “ومن يتوكل على الله فهو حسبه” ؟ هل انت مقتنع أنك إذا صدقت في التوكل عليه كفاك ، وجعل لك من كل هم فرجا ومخرجا.

ما مدى يقينك بأن رزقك ورزق أولادك يلاحقك أينما ذهبت ولن يتركك رزقك حتى تموت ،  لانه مكتوب لك؟

ما مدى  يقينك بأن الله لا يخلف الميعاد؟ هل أنت مقتنع بهذه العقيدة، وهل تمعنت بوعود الله الكثيرة العظيمة، وما موقفك (الحقيقي العملي منها)؟.

ما مدى تصديقك بأن الله معك ولن يتخلى عنك،  إلا في حالة واحدة أنك تخليت واستغنيت عن قوة الله وقدرته من ذات نفسك ، لانه  يقول ” إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون”؟

ما مدى يقينك بقول رسولك الكريم عليه الصلاة والسلام ” احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك”؟

فقل لي ممن تخاف اذا حفظك الله القوي المتين .. والذي هو دائما تجده  تجاهك في كل موقف صعب يواجهك، ولكن ما مدى يقينك بهذا الأمر وما مدى تفاعلك معه؟

ما مدى يقينك حينما تقرأ كتاب الله أنك أمام وقائع وحقائق ساطعة لاتقبل الشك أو الجدل،صادرة عن  الرب القدير الذي خلق كل شيء وقدره تقديرا؟

وحينما يصيبك الخوف والقلق، ما مدى يقينك بأنه لن  يصيبك الا ماكتب الله لك، ولو اجتمع عليك أهل السموات والأرض؟ وقد قال في كتابه ( قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المتوكلون).

وما مدى قناعتك وتفاعلك مع قول الله تعالى” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره”؟

إنه اليقين أيها السادة .. فعلا هو السر الخطير!!

أنا وأنت كغير متخصصين،  لسنا بحاجة لأن نتعلم ونتعمق بالكثير من العلوم الشرعية، التي لا يتبعها  فهم وايمان فتتحول بذلك الى يقين وقناعة، يتبعها عمل حقيقية تطبيقي في واقع الحياة.

نحن بحاجة ان نتعلم ماتيسر لنا (اضافة الى تخصصاتنا) ، ثم  نفهم مراد الله ورسوله، بعد ذلك يتوجب علينا أن نأخذ الأوامر والنواهي والارشادات  مأخذ الجد، ولا نأخذها مأخذ التجربة.

إن أخذ أوامر الله ورسوله مأخذ التجربة يعد نوع من الشك وعدم القناعة واليقين، وهي (العبادة على حرف).

ومفهومها  كمن يجرب أوامر الله ونواهيه وإرشاداته ثم ينظر النتائج، ثم يتصرف بناء عليها.

قال تعالى: ” ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين”

ومن المؤكد أن المؤمن مبتلى ، فيبتليك الله لينظر مقدار القناعة والمصداقية في التعامل مع أوامر الله ونواهيه، ومستوى التضحية التي تقدمها لتنال رضوان الله تعالى.

أيها الكرام/

باليقين وحده أفلح الأنبياء والمرسلون

وباليقين وحده أفلح الصالحون والصادقون

وباليقين وحده تحققت أمال وغايات المصلحين

وباليقين وحده نستطيع ان نحول أوامر الله ورسوله الى فكر ووعي يتبعه سلوك ونظام وبرنامج عمل نمارسه في واقع حياتنا اليومية.

وبغير اليقين فإن الله تعالى /

سيأخذ علينا الحجة البالغة  اننا نخاف من غيره أكثر مما نخافه هو، وسيواجهنا بذلك يوما ما (يوم تبلى السرائر) .

وسيكون موقفنا ضعيف أمام  الله تعالى في موقف الحساب  حينما كنا نؤمن بأن الرزاق هو الله، ثم  نمارس العكس، فنريق ماء وجوهنا لبشر ضعفاء مثلنا لكنهم  مستورين بستر الله، و لا يملكون لأنفسهم نفعا ولاضرا.

وسيكون لدينا تناقض حينما نزعم أننا آمنا باقدار الله كلها خيرها وشرها ، ثم بعد ذلك نلقي باللوم على الناس بأنهم يقطعون ارزاقنا ويسببون لنا المشاكل والمصائب، ونحن نقرأ كلام الله وهو يقول ( وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ) النساء (78)

ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق/

اتمنى أن تصل كلماتي الى سويداء القلوب، فليس لدي أدنى شك أن اليقين هو العلاج الشافي لكل أمراض قلوبنا وعللها.

ولذلك أقول ، كل ما نحتاجه هو جرعة يقين.

عمر الله اوقاتكم بالعلم والإيمان واليقين…

للمتابعة والتعليق/

تليجرام منتدى حودة الحياة    http://t.me/LifeQuality1440

واتساب  https://chat.whatsapp.com/Fr5vCiE9xkU2f2kJq63GEG

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s