خفض سقف توقعاتك تستمتع بحياتك!!

من أكثر ما يتعب الناس ويخفض مستوى استمتاعهم ب #جودة_الحياة  لديهم، سوء فهم مبدأ التوقعات وكيفية التعامل معها:

في الجودة الإدارية:

تحرص المنظمات على تقديم ما يتوقعه العميل حتى يرضى عنها ويستمر في التعامل معها.

ويمكن ان تقدم أعلى مما يتوقعه العميل، بل يمكن أن تقبل التحدي على تقديم أكثر من ذلك وهو ما يسمى ب “إسعاد العميل”.

وهذه الفكرة هي مضمار التنافس بين المنظمات الحديثة.

أما في الجودة الشخصية:

فيصعب ان تؤدي ما يتوقعه أو أعلى مما يتوقعه منك: أبوك أو ابنك أو زوجتك او صديقك او مديرك في العمل، وكل من تتعامل معهم. وذلك للطبيعة البشرية التي تحكم التعاملات البشرية، لأن الإنسان (اصلا ) يخطئ ويصيب ولابد.

لذلك تجد اللوم والتانيب والاتهام المستمر بالتقصير مرافق لأكثر تعاملات الناس معك.

وبالمقابل ، أانت كثيرا ما تتعب وتعاني من أجل ان تسعى جاهدا حتى تبلغ ذلك الهدف وهو: تقديم ما يتوقعونه منك، أو أعلى ان استطعت.

وبنفس الطريقة/

انت تتوقع من ابنك التفوق والنجاح ، والتعامل الراقي معك ومع كل الناس، وقد يعجز عن تحقيق آمالك وتوقعاتك.

فتراه يتعب ويعاني كثيرا، وقد لايسلم من اللوم والعتاب، فيصاب باليأس والإحباط، وتتلاشى ابداعاته، بسبب شعوره بالعجز عن بلوغ رضاك.

وبنفس الوقت، انت ايضا تتعب وتعاني كون ولدك لم يكن عند مستوى توقعاتك المرتفعة والصورة الخيالية التي تحلم بها.

وبالمثل/

انت تتوقع من زوجتك الأداء المثالي في أكثر تفاصيل الحياة، فتجدها تتعب وتعاني كثيرا لعلها تحقق بعض توقعاتك، وقد تعجز عن ذلك،  وهو وارد جدا وطبيعي جدا.

فتجدها على الدوام تعاني من نقدك اللاذع وهجومك المستمر، حتى تتحطم معنوياتها وتقل ابداعاتها،  ويدب اليأس والإحباط الى نفسها.

وبنفس الوقت انت ايضا تتعب وتعاني كون الزوجة لم تكن عند المستوى المطلوب من توقعاتك الكبيرة وأحلامك العالية.

ونفس الشئ/

أنت تتوقع من موظفك أو العامل لديك أن يعمل دون كلل، وأن يقدم الكثير والكثير، لكنه بشر يصيب ويخطئ، يصح ويمرض، يفرح ويحزن، فيتغير أداؤه بناء على ذلك.

فتجده يعاني ويتعب كثيرا حتى يسلم من تقريعاتك وعتابك وعقابك الدائم.

وبنفس الوقت أيضا أنت تعاني وتتعب كثيرا كونه لم يكن عند مستوى توقعاتك العالية.

الحل/

الحل يكمن في أمرين اثنين:

الأول : ان تستوعب طبيعة القصور الفطري في  الأداء البشري، وأن كل الناس يقعون في الخطأ كثيرا بحكم طبيعتهم البشرية ، ابنك، زوجتك ، صديقك ، موظفوك ، وأنت قبلهم جميعا.

الثاني: كن واقعيا، وتنازل عن المثالية قليلا، وذلك  بأن تتعامل بمنطقية وواقعية مع الجميع (دون استثناء) من خلال تخفيض سقف التوقعات (لا أقول الى الحد الأدنى) ، ولكن الى الحد المقبول أو المعقول.

النتيجة المتوقعة:

تخفيض سقف توقعاتك من أداء الجميع،  سيريح أعصابك ويقلل من التوتر لديك، ويقلل من منسوب الشكاوى عندك.

وبنفس الوقت سيريح أعصابهم من التفكير المضني في بذل أقصى الجهود لتحقيق توقعاتك وطموحاتك التي قد لا يبلغونها ولو حرصوا.

فإذا لم تستوعب هذه الفكرة، وتتعامل معها بجدية ، فاتوقع أن يطول عذابك، وتستمر شكاواك وهمومك ، وبالاخير لن تبلغ ما تريد، لأن الناس بشر وليسوا آلات، وأنت واحد منهم ، (وكل ميسر لما خلق له ).

تمنياتي لكم بحياة سعيدة

ابو غسان 26/2/2019

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s