هموم في حياة معددي الزوجات

بسم الله … والحمد لله … والصلاة والسلام على رسول الله

أعلم أن الموضوع مثير للجدل

لأنه يمس هموم في نفوس الكثير من الرجال الذين يريدون التعدد في الزوجات، ومثلهم كثير من النساء ممن يعتبرن أنفسهن ضحية لهذا التعدد.

إذا أردنا مناقشة المسألة فان الأمر يطول بين المادحين والذامِّين

عشت مع الكثير من الناس يحلمون باليوم الذي ينامون فيه بين أكثر من حضن دافئ ويتمتعون بالميزة التي ميز الله بها الرجال عن النساء.

وعشت مع آخرين يخافون من التعدد خوف الحمل الوديع من الذئب الجائر المفترس، لا لشيء ولكن لأنه لا يروق للست (أم العيال) حفظها الله.

لذلك تراهم يلتمسون الأدلة والتبريرات التي ما هي – بنظري –  إلا مجرد ذر للرماد على العيون ولو أعطوا (منهن) الحرية ما ترددوا أبدا في الإقدام عليه.

وسمعت وعايشت الكثير من النساء ممن زرع الله في قلوبهن الخوف العظيم من التعدد حتى أن بعضهن تعتبر التعدد بمثابة الإعدام لها ولأولادها.

ولم اسمع من النساء مرحبات في التعدد إلا اللهم نزر يسير بعدد الأصابع ممن شرح الله صدورهن لفهم المقصد الشرعي من وراء هذا الأمر المهم جدا.

الموضوع جد ساخن و حقه أن يكتب في زاوية القضايا الساخنة في المنتديات المختلفة.

وحسب ظني أن كل قارئ منكم في نفسه الشيء الكثير الذي يريد قوله حول موضوع تعدد الزوجات ، من الرجال والنساء، حتى الشباب والشابات ، سواء بالمدح أو الذم، بحسب الخلفيات والمنطلقات التي يراها هؤلاء القراء.

وبناء على ما سبق لدي بعض الخواطر التي أراها قد تفديكم في الرد على الكثير من تساؤلات الإخوة والأخوات:

1- التعدد أمر الله في القرآن وهدي النبي الخاتم سيد ولد عدنان (عليه الصلاة والسلام).

2- التعدد المطلوب والمرغوب هو الذي يصاحبه العدل، ظاهرا وباطنا، واعني بذلك أن الإنسان قد يميل إلى امرأة ويهمل الأخرى، ويبدأ بجمع الأدلة والمخالفات عليها حتى يبرر هذا الميل، مع أن هذا لا يليق ، فالواجب عليك العدل بما تستطيع وإلا فلا حاجة للتعدد إذا خشيت من الجور، فالله تعالى يقول ( وان خفتم إلا تعدلوا فواحدة)، فلا داعي للتكلف طالما وجد شعور بالخوف من عدم العدل.

3-  من الأسرار وراء بغض النساء لموضوع التعدد، تلك الأمثلة السيئة للغاية التي وقعت في زمن معين، عاصرت بعضها ، حيث أن بعض المعددين مالوا تماما إلى الزوجات الأخرى، وتكرر هذا كثيرا ، حتى صاروا أمثلة سيئة واتخذهم المجتمع حجة وذريعة لإبطال هذه السنة النبوية الكريمة، مطلوب من العارفين التعبد لله بتغيير هذه النظرة لدى المجتمع.

4- من بعض مقومات الراغب في التعدد (غير العدل) سعة الصدر لان مشاكل النساء كثيرة بطبيعتهن الضعيفة ونظرتهن القاصرة وغيرتهن القاتلة، فلو لم يرزقك ربي قلبا واسعا وجسدا على البلاء صابرا ، فما حاجتك لإدخال نفسك في متاهات من الصراع لا قبل لك بها.

5- ومن بعض مقومات الراغب في التعدد السعة المالية لان التعدد يحتاج إنفاق على بيتين وأولاد من الجانبين، غير الرغبة في الحصول على أكبر قدر من مالك وجهدك ووقتك من الجانبين إلا إذا حلت عليك رحمة الله متمثلة بنساء أو على الأقل واحدة منهن تقدرك وترحمك وإلا فالويل لك.

6-  السر وراء بغض النساء للتعدد- والعلم عند الله – ما غرس في النفوس من تبغيض النساء في الطلاق والتعدد، حتى كانت تردد شعارات عشنا أيامها ولا ندري ما ورائها، ومنها ( يا رفيقة لا تخافي من طبينة أو طلاق….) إلى آخر مما تعرفون أكثر مني.

7- أخطر سلاح تواجه المرأة به زوجها المعدد إذا حقدت عليه، هو سلاح خطير ومدمر للغاية، وعدم التعامل معه بذكاء سوف تكون عواقبه وخيمة،

انه سلاح الأولاد حينما يخضعون لتعبئة مكثفة وخطيرة ضدك وضد من تعول من الجانب الآخر، فيتكهرب الجو من حولك وأنت لا تدري أي شقاء حل عليك وأي بؤس نزل بك،بسبب رؤيتك لأولادك وهم ينفرون عنك ولا يقدرونك حق قدرك مع إنك العائل الوحيد المنفق عليهم.

8- ومن أخطر ما يواجه المعدد مسألة لا يكاد ينجو منها احد، ولو نجا منها أحد لنجا منها الظالمون في باب النساء، أما الذي يبتغي العدل فانه لابد أن يقع في هذا الأمر ، فهو ملازم للتعدد ولابد، إلا بحل واحد مجرب من بعض الإخوة.

هل تدرون ما هو هذا الأمر المهم؟  انه التشتت،

فلابد أن تشتت في أفكارك وأعمالك وكتبك وملابسك، وتفاصيل صغيرة في حياتك، مثل نظارتك ،وحذائك ، وفي وبرنامجك اليومي، من أين تبدأ ، وأين تنتهي ،وكيف توفق بين مواعيدك ، وضيوفك وسفرياتك وأماكن حلك وترحالك.

كلها مسائل لا يعقلها إلا المعددون، ويفاجأ بها الكثيرون إلا من هداهم الله لحل هو من أصعب الحلول وهو جمعهن في بيت واحد، وهو أمر في غاية الصعوبة إلا عند الموفقين أو من لدية مهارات خيالية في إدارة النساء.

وهناك حل اقرب وابسط جمعهن في بيتين متجاورين  ) للغاية ) بحيث تستطيع أن تلحق على بعض تفاصيل أغراضك الدقيقة إذا نسيتها في بيت احداهن، فلا يفوتك الوصول إليها بأقل الخسائر وأقل الأوقات وأقل قدر من سوء الظن والاتهامات غير الواقعية .

وعندي من الكلام الكثير أحببت فقط أن أنبه إخواني إلى أن أمر التعدد ليس بالأمر السهل ولكنه قرار مهم وخطير يريد دراسة (جدوى) بتأني وحرص شديدين ، وإلا فان العواقب قد تكون وخيمة، نسال الله العافية

وأشير في الختام ، إلى أن الموضوع قد حصل حوله جدل كبير بين مؤيد ومعارض ومداخلات من قبل الرجال والنساء ، يمكنكم الرجوع إلى ذلك في منتديات الموسوعة اليافعية ، على الرابط:

http://www.y1f3.net/showthread.php?t=336

ودمتم سالمين///

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s